ما هو الموت؟ وكيف يمكننا أن نتيقن أننا لا نفنى ولا نُعدم بعده؟

۲

رقم المجلة

ما هو الموت؟ وكيف يمكننا أن نتيقن أننا لا نفنى ولا نُعدم بعده؟

ما هو الموت؟ لماذا ينبغي لنا أن نفهم معنى العدم والفناء؟

هل تنتهي كلّ الأمور بعد الموت أم أن حياتنا ستستمرّ؟

هل فكّرتم في ذلك حتى الآن؟

السؤال عمّا يحدث للناس بعد موتهم وما الذي يصير إليهم، هو سؤال طرحه كلّ إنسان على نفسه ولو مرّة واحدة!

هناك من يعتقد أن الموت هو بداية الطريق، وأن حياتنا الحقيقية تبدأ فعليًّا بعد الموت.

وهناك من يرى أن الموت هو نهاية كلّ شيء، ويؤمن بأن الموت يعني التحوّل إلى لا شيء… وانتهى الأمر! (في الحقيقة، هذا النمط من التفكير هو الذي يقلّل من قيمة الإنسان ويختزله وجوده في حدود هذه الدنيا فقط، وفي النهاية يجعل شخصًا منه ماديًّا.)

السؤال هنا هو: من من هؤلاء على حقّ فعلاً؟

ولماذا، وكيف يمكن أن يؤمن الناس بإحدى هاتين الفكرتين، مع أنهما مختلفتان إلى هذا الحدّ الكبير؟

وكيف يمكن أصلًا أن لا يؤمن أحدهم بالموت؟

هل تعلمون! كثيرًا ما يعجز عقل الإنسان عن فهم الأمور البسيطة، ويقع في شِراك أفكاره المعقّدة؛ ومن أبرز الأمثلة على ذلك: معنى العدم والفناء.

فالعدم هو في الحقيقة مجرّد اصطلاح وُضع للدلالة على عدم الوجود.

بشكل أبسط: العدم يعني “اللّاوجود”.

والشيء الذي لا وجود له، لا يمكن أن يكون موجودًا!

لأنّه إن وُجد، فلن نسمّيه عدمًا، بل سيكون “وجودًا”!

فلنفكّر في هذا الموضوع الآن من زاوية أخرى؛ لنفترض أنّ هناك شيئًا يُدعى “العدم” وله وجود فعلي.

حسنًا، إن كان له وجود، فهو إذًا “موجود”، وهنا نقع في تناقض واضح!

لأنّ الشيء الموجود لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه غير موجود.

تماما كما أن نقول إنّه في اللحظة نفسها يكون “نهار” و”ليل” معًا، وهذا أمر مستحيل.

إذا فهمنا هذا الموضوع جيداً، سنكتشف أن كل من يعتقد أن الله خلق كل شيء من “العدم” هو على خطأ.

لماذا؟ لأننا قلنا إنّه لا يمكن أن ينشأ شيء من “لا شيء”!

الوجود والعدم،  هما ضدّان تامّان، مثل الظلام والنور، أو الملء والفراغ، ولهذا لا يمكن أن يتواجدا معًا في آن واحد.

هل ممكن أن يتحوّل الإنسان إلى “لا شيء”؟ أو أن يُخلق من “لا شيء”؟

لقد حدث شيء مثير لسعيد، وقد توصل إلى إجابة لهذا السؤال!

من أين جاء العدم أصلاً؟

هل تأملتم يومًا في مفهوم الموت؟ هل لاحظتم أن بعض الناس يعتقدون أنه لا شيء يبقى بعد الموت، وأنه عندما تنتهي حياتنا، نصبح “لا شيء”؟

إذن، السؤال هو: هل العدم أو “اللاوجود” هو فعلاً موجود؟ هل يمكن أن يتحوّل وجودنا فجأة إلى عدم وينتهي إلى الزوال؟

ولكن، كيف انتشر مفهوم العدم الذي تحدثنا عنه طوالا؟ هل فكّرتم يومًا لماذا نشعر بالحيرة كلما ذُكر العدم أو “اللاوجود”؟ الموضوع يعود إلى وقت بعيد جدًا، حينما بدأ الناس بقبول الصفر كعدد. في العصور القديمة، كان الناس يستخدمون العد فقط لأشياء ملموسة وواقعية، على سبيل المثال: “هناك تفاحتان على شجرة” أو “خمس خيول قادمة”. لكن العد كان يفتقر إلى شيء أساسي، وهو الصفر! فعندما كانوا يأكلون جميع التفاحات أو يبيعون الخيول، لم يكن لديهم عدد يمثل مكان الفراغ الذي خلفوه. لذلك، قرر علماء الرياضيات أن يستخدموا الصفر كرمز للدلالة على الفراغ أو عدم وجود شيء. ولكن هذا القرار أصبح مشكلة عندما نسي الناس أن الصفر ليس عددًا بحد ذاته، بل هو مجرد رمز. بمعنى آخر، ليس لدينا عدد يعبر عن “العدم” أو “اللاوجود”. يكتسب الصفر معناه فقط عندما نريد الإشارة إلى أن شيئًا ما كان موجودًا هنا ثم تغيّر أو اختفى. على سبيل المثال، تحوّلت خيولي إلى خيول الجيران أو أُكل التفاح. من الواضح أن الخيول والتفاح لم يُدمرا، بل تغيّرت ملكيتهما أو طبيعتهما.

لكن الصفر الذي كان في البداية مجرد رمز، تحول تدريجيًا إلى عدد بحد ذاته!

بمعنى أن الناس بدأوا يفكرون في أن الصفر يعني “اللا شيء”. تمامًا كما لو أن الصفر قد أصبح شيئًا مستقلًا وحقيقيًا.

من جهة أخرى ما زال الكثير لا ينظرون إلى الصفر على أنه مجرد رمز، بل يعتبرونه مرادفًا لـ “اللا شيء” أو “العدم”، بينما أن “اللا شيء” في الواقع لا وجود له إطلاقًا!

شرحنا هذا الموضوع بشكل كامل في “مجرة النفس”. شاهد الفيديو أولًا ثم عد إليّ لأخبرك بما تبقى من الموضوع:

عندما يصبح “اللاوجود” مهمًا

قد نتساءل عن سبب أهمية فهم “اللاوجود”. هل تذكرون أننا قلنا في السابق إن الطريقة التي نرى بها العالم وما حولنا تؤثر كثيرًا على فهمنا للكثير من الأشياء؟

اللاوجود والعدم هما من المفاهيم المهمة التي إذا لم نفهمها بشكل صحيح، فلن نتمكن من فهم الكثير من الأشياء من حولنا.

على سبيل المثال، إذا لم نفهم العدم، لن نتمكن من تفسير البرد بشكل صحيح، لأن البرد في الحقيقة هي غياب الحرارة.

كما أننا لن نفهم العلاقة بين النور والظلام، لأن الظلام هو ببساطة غياب النور.

لكن القضية لا تنتهي عند هذه الأمثلة البسيطة فقط؛ أي أننا إذا قمنا بتعريف العدم واللاوجود بشكل خاطئ، فقد نواجه مشاكل لاحقًا حتى في تعريف علاقتنا مع الكون بشكل عام، وكذلك في مسائل أهم مثل: ما هو الموت؟ وما هو الله؟ والعديد من أسئلة أخرى.

رحمه الله، انتهى وخلاص!

لابد أنك سمعت هذه الجملة كثيرًا؛

ولكن ماذا تعنى “انتهى خلاص”؟

ما العلاقة بين العدم والوجود؟

هل تذكرون عندما كنا أطفالًا وكنا نرى ساحر يخرج حمامة أو أرنبًا من قبعة فارغة، كم كنا نتعجب؟!

فكأن شيئًا ما يظهر من “لا شيء”!

هذا يعني أننا منذ طفولتنا كنا نعلم أنه لا يمكن أن ينشأ شيء ما من “لا شيء”، ولهذا كنا نتعجب!

إن أهم مسألة تعارض مفهوم العدم هي مسألة الوجود، لأن العدم هو تمامًا عكس الوجود؛ فإذا كان الوجود يعني “الکون المطلق”،  فإن العدم يعني “اللاوجود الكامل”. لذا إذا فهمنا العدم بشكل دقيق، سيساعدنا ذلك في فهم الوجود بشكل صحيح. الوجود لا نهائي وغير محدود، ولا شيء يمكنه أن يحده أو يقيده.

والآن بعد أن فهمنا مفهوم الوجود والعدم بشكل أفضل، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما هو الموت، وأنه من المستحيل أن نتحول الی العدم بعد الموت. سوف نتناول موضوع ضرورة فهم الموت و ما بعد الموت لاحقا، لأننا طالما لم نفهم من أين جئنا وإلى أين نذهب وما هو هدفنا هنا، لن نتمكن من معرفة أنفسنا بشكل صحيح، ولن نكون قادرين على الاستعداد للهدف الذي جئنا من أجله إلى هذه الحياة.

هل أوصل لك معلومات اكثر؟!

الاسم الآخر للوجود المطلق واللامتناهي هو الله؛

من هذا المنظور نفهم أنه لا يوجد شيء في هذا الكون سوى الله. بمعنى آخر، كل شيء نراه في العالم هو تجليات متعددة من الله.

 إن لم تستوعب القصة بالكامل بعد، استمع إلى السراج:

يمكنكم تحميل ملف PDF للمقالة من الرابط أدناه.

قم بتنزيل النسخة الرقمية من المجلة الآن واحصل دائمًا على المحتوى الأكثر تحديثًا معك!

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

أحدث المجلات ذات الصلة