ما هي قوانين العالم الغريبة والعجيبة؟ ولماذا لم نسمعْ بها من قبل؟

۳

رقم المجلة

ما هي قوانين العالم الغريبة والعجيبة؟ ولماذا لم نسمعْ بها من قبل؟

ما علاقة القوانين الغريبة في هذا العالم بأمانينا؟

وما هو سر الحياة السعيدة والناجحة؟

السر هو أن الناجحين يعرفون القوانين!

القوانين التي تحكم هذا الكون ليست عشوائية، بل هي صيغ قوية وعجيبة. إذا فهمناها، سنصل إلى أهدافنا وأحلامنا بسهولة، دون أن نتعب أنفسنا ونغرق في المعاناة.

في عدد هذا الأسبوع من مجلة برنا، سنتحدث عن قوانين الرياضيات الكونية، ونرى كيف ترتبط هذه القوانين بشكل مباشر بأهدافنا وأحلامنا.

منذ أن كنا صغارًا، تعلمنا أن في هذا العالم قوانين عجيبة لا يمكننا تجاهلها، سواء شئنا أم أبينا.

على سبيل المثال، قانون الجاذبية الذي يجذب كل شيء نحو الأرض، أو قانون الفعل ورد الفعل، الذي يعني أن كل ضغط نقوم به يقابله رد فعل مساوي له في القوة ومعاكس في الاتجاه.

هذه القوانين تعلمنا بعضها في المدرسة، و الآخر فهمناه بالتجربة والملاحظة.

والأجمل من ذلك؟ أن هذه القوانين لا تفرّق بين إنسان وآخر!

لا يهم إن كنت فائزًا بجائزة نوبل أو شخصًا عاديًا، فالجاذبية لا ترحم أحدًا، ولا تقول مثلًا: “هذا مثقف، لأخفف عنه قليلاً!” كلنا، دون استثناء، نخضع لهذه القوانين بنفس الدرجة… والسؤال الأهم هو: هل نستفيد منها؟ أم نظل نعيش في صراع معها؟

الفرق الجوهري ليس في وجود القوانين، بل فيمن يُدركها ويحسن التعامل معها.

فمن يعرف هذه القوانين جيدًا ويفهم كيفية عملها، يبذل جهدًا أقل، ويهنأ بحياةٍ أسهل؛ لأنه يُحسن توظيفها لصالحه.

تأمّل مثلًا فلاحًا يملك أرضًا مائلة. إنه يعلم – وإن لم يدرس علم الفيزياء – أن الماء ينحدر دائمًا إلى الأسفل. فإن غرس النباتات التي تحتاج إلى ماء وفير في الجزء السفلي من أرضه، فنجاحه سيكون أرجح؛ لأنه استثمر قانون الجاذبية لمصلحته، وإن لم يعرف اسمه أو أصله العلمي.

فالعبرة ليست بحفظ أسماء القوانين، بل في فهمها، والانسجام معها، والعمل بمقتضاها، لا بمخالفتها ومجافاتها.

القوانين تفعل فعلها، سواء علمنا بها أم جهلنا!

عالمُنا عالمٌ رياضي، فماذا يعني ذلك؟ يعني أن كلّ ما حولنا يسير وفق نظام دقيق، تحكمه قواعد وثوابت وصِيَغ محكمة. دعوني أختصر عليكم الطريق: نحن نعيش في كونٍ تحكمه منظومة رياضية معقّدة. وكلّما فهمنا هذه المنظومة بشكلٍ أعمق، كنا أقدر على تحقيق النجاح في حياتنا.

صحيح أننا نعرف بعض هذه القوانين الشهيرة، كالجاذبية والاحتكاك والكهرباء… لكن هناك قوانين أخرى، غير فيزيائية ولكنها حقيقية تمامًا، قد لا نسمع بها كثيرًا، مثل: قانون الشوق إلى ما لا نهاية، قانون القضاء والقدر، وقانون الامتحان. والمثير في الأمر أن هذه القوانين – كغيرها – تعمل سواء صدّقنا بها أم لا، سواء فهمناها أم جهلناها! لكن من المؤكد أن معرفتها تمنحنا قدرة أفضل على اتخاذ القرارات، وتجعل طريقنا نحو أحلامنا أقصر وأسهل.

دعوني أكون صريحًا معكم: لا مهرب لنا من تأثير هذه القوانين على أمنياتنا وطموحاتنا. لكنّ الجميل في الأمر أننا نستطيع أن نتعلّم كيف نتعامل معها بذكاء.

خذوا مثلًا قانون القضاء والقدر: هو لا ينفي تأثير رغباتنا واختياراتنا، بل يؤكّد عليه! لا يمكنك أن تتمنّى شيئًا، وتتوقع ألا تكون له تبعات. تخيل أن تحلم بدخول كلية الطب، ثم تتوقع ألّا تضطر للتعامل مع المرضى! أو أن تسافر للعيش في الخارج، ثم تنتظر أن تظل ثقافتك كما هي دون أن تمسّها ثقافة البلد الجديد .

والآن ماذا عليّ أن أفعل بكل هذه القوانين؟

هل تعلمون أن تحقيق أحلامنا وأمانينا يعتمد على قراراتنا واختياراتنا؟ إنها مثل خريطة تقودنا في رحلة حياتنا. والأجمل من ذلك، أننا إذا فهمنا قوانين هذه الحياة العجيبة وارتباطها برغباتنا، سنعرف كيف نحلم بشكل أفضل، ونختار ما يناسبنا حقاً. عندها، سنقترب أكثر فأكثر من أهدافنا المنشودة!

لو أننا لم نحسن تقدير الأمور في حياتنا، وركزنا فقط على الأشياء المادية البراقة… ماذا سيحدث؟ لو اشترينا دائماً أحدث الهواتف، وأجمل الملابس، وأغلى الألعاب… فإن جزءنا الحيواني الذي يحب الماديات فقط، سيصبح أقوى، ولن يسمح لـ “أنا” الحقيقية التي بداخلنا أن تتنفس بحرية!

أو هل فكرت يومًا لماذا لا نشعر بالرضا أبداً عن الأشياء التي نمتلكها؟ ولماذا نقفز من غصنٍ إلى آخر؟ نمتلك هاتفاً جديداً، وبعد فترة قصيرة، نرغب في طراز أحدث! نبدأ بلعبة جديدة بحماس شديد، ونقضي كل وقتنا فيها، ثم بعد أيام قليلة، نشعر بالملل ونبحث عن لعبة أخرى أكثر إثارة! ألم نتحدث من قبل عن “قانون الرغبة اللانهائية”؟ الذي يقول إن رغباتنا وأمانينا لا تتوقف أبداً!

صحيح أننا لا نستطيع الهروب من هذه القواعد الغريبة في العالم في حياتنا، ولكن بالتأكيد يمكننا أن نتعلم كيف نتعايش معها، بل وكيف نستفيد منها لصالحنا. فمثلاً، إذا علمنا أن بحثنا الدائم عن كل ما هو جديد وأفضل هو دليل على “الرغبات اللانهائية”، فيجب أن نحاول السيطرة على هذه الرغبات. فلن يرضينا شيء في هذا العالم بالكامل، والطريق الوحيد هو أن نتوجه نحو اللانهاية الحقيقية، ألا وهي الله سبحانه وتعالى! عندها فقط، سنصل إلى السعادة الحقيقية والسكينة وننجو من الحيرة والضياع.

سواء شئنا أم أبينا، فإن قوانين الحياة الغريبة مرتبطة بأحلامنا ورغباتنا. فإذا أردنا أن نقترب من هدفنا، أو حتى أن نعيش حياة أسهل وأكثر راحة، فمن الأفضل أن نتخلى عن الكسل ونبدأ في استكشاف هذه القوانين. وأول خطوة هي أن نتعلم كيف تعمل هذه القوانين، كما شرحنا لكم في هذا الفيديو!

عندما لا تتحقق أمنياتنا!

كم من مرةٍ حاولنا جاهدين تحقيق شيءٍ ما، لكن الأمور لم تسر كما نشتهي! تخيل معي بستانيًا يسقي أزهاره كل يوم، وفجأة تذبل أزهاره وتفقد رونقها! أو طالباً مجتهدًا يُعدّ لاختباراته بجدٍ ونشاط، لكن درجاته تظل منخفضة! لا شك أن هناك خطأ ما. ماذا نفعل عندما نرغب بشيءٍ بشدة، ونبذل قصارى جهدنا، ولكننا لا نصل إليه؟ بالتأكيد نبدأ في البحث عن السبب، ونحاول حل المشكلة بأنفسنا.

تمامًا كما نبحث عن سبب عطل جهازٍ ما، يمكننا أيضًا أن نبحث عن الخلل في رغباتنا وأحلامنا التي لم تتحقق. لماذا؟ لأننا إذا لم نصل إلى ما نريد رغم كل جهودنا، فهذا يعني أن طريقتنا لم تتوافق مع قوانين هذا العالم، أو قد تتعارض معها تمامًا. لذا، علينا أن نكتشف هذه القوانين ونتناغم معها.

على سبيل المثال، إذا كنا نحلم بالفوز بميدالية في رياضةٍ ما، ولكننا لم نفز بها، فعلينا أن نعرف من أين يأتي الخلل! ربما لم نتبع من قانون “القضاء والقدر” بشكل صحيح، بمعنى أننا تصرفنا بعشوائية كما يحلو لنا، ثم تساءلنا: لماذا لا نتقدم في هذه الرياضة؟ ولكن إذا أردنا أن نتناغم مع قوانين هذه الدنيا، فيجب أن نتخذ قرارات ونقوم بخيارات تؤدي إلى الفوز بالميداليات، مثل اختيار مدربٍ جيد، والتمرين الكثير بانتظامٍ وتحت إشرافه، وتنظيم نومنا وطعامنا، وغير ذلك الكثير.

كما تعلمون ليس أمامنا سوى خيارين! إما أن نفهم هذه القوانين ونتعرف على كيفية استخدامها لصالحنا، أو أن نستسلم للكسل واللامبالاة، ثم نفاجأ دائمًا بالتأخر عن الآخرين!

أعتقد أننا الآن وبعد أن أدركنا مدى أهمية هذه القوانين وكيف تلعب دورًا في تحقيق ما نتمنى، بات من الضروري أن نبحث عنها ونكشف أسرارها، أليس كذلك؟!

 لذا استمع بعناية شديدة سراج برنا لهذا الأسبوع:

يمكنكم تحميل ملف PDF للمقالة من الرابط أدناه.

قم بتنزيل النسخة الرقمية من المجلة الآن واحصل دائمًا على المحتوى الأكثر تحديثًا معك!

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

أحدث المجلات ذات الصلة