تُعد اللحظات الأولى بعد ولادة الطفل من أعذب ما يمرّ به الآباء والأمهات، لكنها قد تكون في الوقت ذاته من أثقلها وقعًا على النفس.
ففي تلك اللحظة، تدرك أنت أن هذا الكائن الضعيف قد وُضع بين يديك، وأنك المسؤول عن حمايته، ورعايته، وتشكيل ملامح شخصيته. عندها تنطلق في رحلة السعي لتكون أفضل أب، أو أحنّ أم.
لكن طريق التربية طويل وشاق، وتزداد وعورته عندما تبدأ بوادر سلوكيات مقلقة في الظهور:
انفجارات غضب بلا سبب، صراخ متكرر، كسل وتراخٍ في تحمّل المسؤولية، عجز عن قول “لا”، ضعف في الدفاع عن الذات، غياب الطموح، وانعدام الرغبة في السعي نحو الأفضل… إلى جانب عشرات تحديات أخرى.
وتبلغ المشقة ذروتها حين نكتشف أن جذور كثير من هذه التصرفات لا تمتد إلى الطفل فحسب، بل تعود إلينا نحن؛ إلى ما غُرس فينا، وما لم نفلح في تغييره بعد.
عندها نُدرك أن التربية الحقّة لا تبدأ من الطفل، بل منّا نحن، من داخلنا. وتكون تلك اللحظة القاسية بداية ولادة جديدة… لنا هذه مرة بل في نفسها حلوة.
هذه الكتب جاءت من تلك اللحظة بالذات؛ حين أدركنا أن علينا إعادة قراءة قواعد السلوك الإنساني، لا كمعرفة نظرية، بل كممارسة واعية وجهدٍ صادق.
كُتبت هذه الكتب لآباء وأمهات لا يقبلون التوقف في مسيرة نموّهم الشخصي، أولئك الذين يؤمنون بأن التربية رحلة مشتركة، نمضي فيها مع أبنائنا لا أمامهم، فننمو معهم… ونكبر سويًا.
انطلق برنا المنتظر في عام 2018، وكان أول ما قمنا به هو كتابة قصص صوتية قصيرة للأطفال واليافعين.كانت قصصنا الأولى بسيطة، لكنها وجدت قلوبًا كبيرة أحبّتها، وطلبت المزيد… ومن هنا بدأت رحلتنا، وبدأت صداقات جميلة بيننا وبينكم.