ما معنى الطموح اللامحدود؟ ولماذا لا نرضى بأي شيء؟

۱

رقم المجلة

ما معنى الطموح اللامحدود؟ ولماذا لا نرضى بأي شيء؟

ما الفائدة من فهم معنى الطموح اللامحدود؟

ما هي أكبر أمنية لديك؟

ما هي أهم أمنياتك؟

كم مرة حدث لك أن تبدّلت الأمور في قائمة أمنياتك؛

 حيث فقد شيءٌ ما أهميته وحلّ محلّه شيءٌ آخر؟

هل سبق أن حصلتَ على شيء كنتَ تتمنّاه بشدّة، لكن فجأة فقدتَ رغبتك فيه تمامًا؟

هل فكرتَ يومًا في جوهر الأمنيات نفسها؟

ما فائدة الأمنيات بالنسبة لنا؟

لماذا لدينا هذا الكمّ الكبير من أمنيات مختلفة؟

هل من الممكن أن يأتي علينا يوم لا یکون لدینا فيه أية أمنية؟

إن الدافع وراء كل ما نفعله هو أننا قادرون على التمني؛

ولكن كيف؟

هل فكرتَ يومًا في معنى الطموح اللامحدود؟ هل سمعتَ شيئًا عنه من قبل؟ إذا نظرنا حولنا، سنرى أشخاصًا لا يرضون بأي شيء ويطمحون دائمًا بالمزيد، لكن ما معنى ذلك؟ هل لا يوجد حقاً حدود لأمنياتنا؟ دعونا نتخيل لحظة عالمًا لا يوجد فيه أحد لديه أية أمنية، ولا  يسعى فيه احدًا وراء شيء! سيكون عالمًا مملًا وغير حيوي، أليس كذلك؟ لأن الأمنيات والأهداف هي بمثابة محرك الحياة! إذا لم يرغب أحد في أي شيء، ستصبح الحياة بلا طعم  وحماس.

الآن، دعونا نعود إلى عالمنا الحقيقي، عالمنا الذي هو مليء بالأمنيات والأهداف. نحن نسعى دوماً هنا وراء أشياء جديدة، ولا يمكننا الجلوس هادئين حتى لدقيقة واحدة. بمجرد أن نشتري هاتفًا أو جهازًا جديدًا، نشعر بعد فترة قصيرة بالملل منه ونرغب في شيء أحدث وأفضل. وكأننا لا نرضى أبدًا.

هل شعرت بالقلق لذلك؟ لا داعي للقلق! فهذا جزء من طبيعتنا، لأننا بطبيعتنا نملك طموحاً لامحدوداً.

لقد تحققت إحدى أكبر أمنيات “سعيد” أخيرًا. وكان يسير كل شيء على ما يرام، وكان يستمتع حقًا بدراجته الجديدة.

إلى أن…

لدينا جميعاً طموح لامحدود!

تخيّل لو سألونا: “كم يكفيك من المال لتحقيق جميع أحلامك؟” ماذا سنجيب؟ مليار؟ عشرة مليارات؟ مئة مليار؟ ستتشكّل على الأرجح في أذهاننا قائمة طويلة من الأمنيات، ثم سنتذکر فجأة أنّنا نسينا بعض الأشياء! وإذا انتظرنا دقائق قليلة، ستتضاعف قائمتنا من جديد! وكأنّ لا قاع لرغباتنا، وأنّ لا يوجد شيء في هذا العالم قادر على إشباعنا بالكامل. لأنّنا لن نستطيع أبدًا امتلاك كلّ ما نطمح إليه في هذه الدنيا ونرغب دائما في المزيد… وهذا هو الطموح اللامحدود! لو تأمّل كلّ واحدٍ منا حياته وأحلامه، فسيجد في أعماقه هذا التوق الدائم إلى المزيد، وكأنّه محفور في فطرته. لهذا، لا يحتاج هذا الطموح إلى برهان، لأنّنا نحمله في داخلنا منذ البداية!

مثلًا، لو حصلنا على دراجة جبلية رائعة، سنرغب بعد فترة في سكوتر كهربائي، وإذا امتلكناه، فسنقع ربما بعد مدة في حب دراجة نارية سوپربايك! أو إذا كانت دراستنا في مجال الرياضيات، سيصبح حلمنا الأكبر أن نحصل على الميدالية الذهبية للأولمبياد أو بطولة العالم، وإذا حققناها، فلن نشعر بالرضا، وسنبدأ في التفكير بتحطيم الأرقام القياسية والفوز بميداليات أكثر! كأننا ندور في حلقة لا تنتهي بين رغباتنا، ولا نرى لها حدًّا أو نهاية. أظن أننا بدأنا نفهم ما معنى الطموح اللامحدود!

في الحقيقة، هذا الطموح اللامحدود يرافقنا منذ الطفولة! أتذكرون حين كنّا صغارًا کنا نحلم بامتلاك كلّ الألعاب والحلويات في العالم؟ والآن، بعدما كبرنا، كبرت أحلامنا معنا، لكن الفكرة لم تتغير: هناك دوماً شيءٌ آخر نريده، هناك “المزيد” دائما! مثلًا، اليوم نملك “بلاي‌ستيشن”، وغدًا نشتهي “إكس‌بوكس”، وبعدها تتجه أعيننا نحو “جيمينغ بي‌سي” متكامل بمواصفات خارقة!

أو إذا كانت درجاتنا في المدرسة ممتازة وكنّا الأوائل، فسوف نرغب بالفوز في المسابقات العلمية أيضًا. أو إذا كنا من عشاق ألعاب الكمبيوتر، عندما نشتري لعبة جديدة وننهي جميع مراحلها، نجد أنفسنا نبحث على الفور عن اللعبة التالية. وكأنّ هناك دوماً شيئًا جديدًا نسعى للوصول إليه! إنّ هذه الرغبة في المزيد والأفضل تتواجد فينا جميعًا، ولا تعرف التوقف أبدًا.

ماذا يعني هذا؟ لا يمكننا وضع قرص صلب بسعة تيرابايت داخل فلاش ميموري بسعة 16 جيجابايت! كما يتم شرح ذلك لكم في مجرة النفس:

لماذا نحن هكذا؟

قد نتساءل من أين جاء هذا الطموح اللامحدود؟ أو لماذا نكون هكذا ونحن نعلم أن العالم وعمرنا محدودان؟ لماذا نكون دائمًا في حالة من السعي المستمر وراء شيء جديد، رغم أن هذا التوق أحيانًا يسرق منا راحتنا؟ ما فائدة هذا الشعور؟ هل من الممكن أن نتخلص من هذه الرغبة في داخلنا لكي نعيش بسلام؟ إذا قمنا بكبح هذه الرغبة، هل سنصل إلى السلام الداخلي؟

هل تعلمون أنّ كلَّ رغبة تنشأ في داخلنا لها سبب وجذر عميق؟ دعوني أوضح أكثر: بما أنَّنا كائنات لانهائية بطبيعتنا، فإننا نشعر في أعماقنا بالرغبة في اللانهاية. أي أنَّ رغباتنا لا نهائية أيضاً ونريد كل شيء، ونرغب في الأفضل دائمًا. لكن إذا لم نكن على دراية حقيقية بأنفسنا أو لم نفهم تمامًا معنى هذا الطموح اللامحدود، فقد نصبح مشوشين وضائعين. يعني بدلاً من السعي وراء الطموحات والرغبات التي تليق بحجمنا وحقيقتنا، قد نعلق في دوامة الرغبات الصغيرة التي لا تتناسب مع طبيعتنا العميقة.

في الحقيقة فإنّ وجودنا لا يتكوّن من مجرد جزء واحد، بل من أجزاء مختلفة، والمهم هنا هو أن ليس جميع أجزاء وجودنا لانهائية! أي أنَّنا لا نملك القدرة على أن نحتوي اللانهاية في جميع جوانبنا. وحتى وإن كانت لدينا القدرة، فإنَّ عمرنا القصير في هذه الدنيا ليس كافيًا لتحقيق جميع رغباتنا. إذا اعتبرنا وجودنا كخمس أكواب بأحجام محددة، فإن واحدًا فقط من هذه الأكواب له حجم لانهائي. أما البقية، لأنها صغيرة، فلا يوجد لديها مكان لرغباتنا اللامتناهية. تمامًا كما لا يمكننا ملء كوب صغير بماء لا نهائي، نحن أيضًا لا يمكننا احتواء الكمال والرغبات اللامحدودة في أجسادنا الصغيرة وأعمارنا القصيرة. ومن ثمّ، بما أننا لا نعرف كيفية إدارة رغبتنا في اللانهاية، نصاب بالتوتر والقلق. لأننا لا نتمكن من الحصول على كل ما نريد، وهذا يُشعرنا بالحزن. إذا لم تكن هذه الفكرة قد وصلت إليكم تمامًا، يمكنكم الاستماع إلى هذا البودكاست لتوضيح الموضوع بشكل أفضل.

إذا كنتم ترغبون في معرفة الحل وكيفية السيطرة على هذه الرغبة الجميلة ولكن غير الهادئة التي تكمن في داخلنا، فتابعونا!

يمكنكم تحميل ملف PDF للمقالة من الرابط أدناه.

قم بتنزيل النسخة الرقمية من المجلة الآن واحصل دائمًا على المحتوى الأكثر تحديثًا معك!

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

أحدث المجلات ذات الصلة